Menu

المراهنات على الإنترنيت في الجزائر.. بين سندان المرجعية الدينية ومطرقة القوانين الوضعية

Algeria_flag-button-round-250على غرار معظم الدول العربية إن لم نقل كلها، تعتبر المراهنات في الجزائر فعلا محظورا يعاقب عليه القانون. لذلك، لا يجد الزائر لهذا البلد المغاربي أي أثر للكازينوهات وفضاءات المراهنات، ما عدا تلك التي تشتغل بشكل سري تحت مسميات أخرى لها علاقة بالأنشطة التجارية العادية. ويرجع سبب ذلك كما هو معروف، إلى المرجعية الإسلامية التي تقوم عليها عادات وتقاليد الجزائريين، والتي تحرم إنشاء الكازينوهات ومحلات القمار على التراب الجزائري.

ورغم ذلك، حصلت مؤسسة الرهان الرياضي الجزائري سنة 1963 على تصريح بتقديم المراهنات الرياضية في الجزائر لكن السلطات اشترطت عليها أن يكون هذا النشاط لصالح دعم الرياضيين في الجزائر فقط. وفي هذا الصدد، فرضت الحكومة ضريبة قدرها 40% على مكاسب المراهنات تخصص لأغراض الرعاية الاجتماعية في البلد. ونتيجة لذلك، لا يقبل الجزائريون على المراهنات التي تمر عبر هذه المؤسسات لأنها محدودة ومقيدة ولأن الضرائب المفروضة على المكاسب المحصلة، مرتفعة جدا.

مقابل ذلك، ورغم تحريم وتجريم إنشاء الكازينوهات وفضاءات المراهنات داخل الجزائر، إلا أن السلطات تستثني من هذا التحريم والتجريم، رهانات سباقات الخيول بمختلف مناطق البلاد، نظرا لشعبة هذه السباقات التي تعد من مخلفات الاستعمار الفرنسي. وفي هذا الصدد، أنشأت الحكومة الجزائرية عام 1987 هيئة متخصصة أسمتها شركة سباق الخيل والرهان الرياضي المشترك، تسمح بموجبها لعشاق سباقات الخيول بالمراهنة على أجودها بشكل قانوني، بشرط أن ينتقل المشارك بشكل جسدي إلى عين المكان ويكون حاضرا في مضمار السباق شخصيا.

ورغم أن هذا الوضع استثناء ولا ينطبق على باقي الرياضات، إلا أن المراهنات بجميع أنواعها تلقى شعبية كبيرة في نفوس العديد من الجزائريين، وهو ما يعكسه بحث بسيط على شبكة الإنترنت. فرغم المرجعية الدينية المتشددة في هذا الموضوع من جهة، ورغم القوانين الصارمة تجاه أنشطة المراهنات الأخرى من جهة ثانية، تقبل الكثير من فئات الشعب الجزائري على المواقع الإلكترونية المتخصصة في المراهنات خاصة تلك التي لها علاقة بالرياضات الشعبية ككرة القدم وغيرها.

فبين التحمس لمباريات البطولة الجزائرية لكرة القدم، والإحساس بالانتماء للبطولات الأوربية لنفس اللعبة، يجد الشبان وحتى الشيوخ في الجزائر ضالتهم في مواقع المراهنات على الإنترنيت، لكسب المال تارة، ولتحدي الذات والأصدقاء تارة أخرى. ومما يؤكد هذا الطرح، أن الأحياء الشعبية في الجزائر تعج بقصص نجاح شخصية، لمواطنين كانوا يعيشون تحت خط الفقر، ليجدوا أنفسهم فجأة في خانة المليونيرات بعدما قادهم الحظ للفوز في إحدى المراهنات بمبلغ مالي خيالي.

وتتيح مواقع المراهنات على الإنترنيت حرية أكبر للمشاركين فيها بالجزائر، إذ تمنحهم خيارات متعددة وفي نفس الوقت خصوصية تامة عند استعمالهم لتقنيات VPN لإخفاء مواقعهم الجغرافية واللعب من أي مكان في العالم. ومن أشهر مواقع المراهنات على الإنترنيت في الجزائر نجد على سبيل المثال لا الحصر؛ 1xbet وموقع BetWinner وموقع 22Bet وغيرها.

وبشكل عام، يعتبر الإقبال على المراهنات عبر الإنترنيت في الجزائر شبيها إلى حد ما بالبلد الجار المغرب. لذلك، نجد أن العوامل السوسيو اقتصادية من جهة، وطبيعة المجتمع الجزائري وميولاته الكروية من جهة أخرى، تدفعه لتجاوز كل القيود والحدود، واستثمار ما استطاع من أموال في مراهنات رياضية بالأساس، إن حالفه الحظ نال كسبا ماديا، وإن لم يحالفه، حصل على متعة التنافس وحلاوة التحدي. وتفاديا لأعين المراقبين والمتلصصين، يجد عشاق التحديات داخل الجزائر ضالتهم في مواقع المراهنات عبر الإنترنيت. هناك يلعبون بعيدا بحرية وحماس واستمتاع، دون أن تهمهم بشكل كبير حسابات الربح والخسارة.