Menu

المراهنات على الإنترنيت في مصر.. نشاط شبه منظم يعد بمستقبل واعد

Egypt_flag-button-round-250تعتبر المراهنات من الأنشطة المحظورة في معظم الدول العربية نظرا لمرجعيتها الإسلامية التي تعتبرها قمارا يؤدي إلى فساد النفس والمال والأخلاق. ولا تحيد جمهورية مصر العربية عن هذه القاعدة ولكن بدرجة أقل تشددا مقارنة مع دول الجوار على الخصوص. فالمراهنات في الجمهورية المصرية غير منظمة، وهناك هامش مهم لعشاق هذا النوع من الأنشطة لممارستها بطريقة أو بأخرى، خاصة عبر الدخول إلى المواقع المتخصصة في هذا المجال على شبكة الإنترنيت.

فعلى عكس الجزائر أو المملكة العربية السعودية مثلا، والتي يحظر فيهما فتح محلات المراهنات والقمار بشكل نهائي، توجد في جمهورية مصر العربية العديد من الكازينوهات بترخيص رسمي من السلطات المشرفة على هذا المجال، لكنها لا تفتح أبواب الدخول إلا لحاملي جوازات السفر الأجنبية سياحا كانوا أو عاملين. وبالنسبة للمواطنين المصريين، وبغرض تقنين أنشطة المراهنات، فقد وضعت السلطات المصرية رهن إشارتهم الشركة اليونانية “إنترالوت” المتخصصة في المراهنات الرياضية بترخيص وشراكة مع هيئة البريد الوطنية المصرية.

وعلى النقيض من بعض الدول الشرق أوسطية، لا تنظر الحكومة المصرية للمراهنات ككل لا يتجزأ، بل على العكس من ذلك تماما، تقوم بتقسيم أنشطة المراهنات إلى مجموعة من الأصناف، بعضها محظور والبعض الآخر مسموح به ولكن بشروط. وهكذا، تعد المراهنات الرياضية ومعها اليانصيب قانونية تمامًا لكل مقيم في البلاد بمن فيهم حاملي الجنسية المصرية، لكن المراهنات في الكازينوهات وما شابهها محظورة على المصريين ما عدا الأجانب القادمين للعمل أو السياحة أو غيرها. ويعتبر “تحالف اليانصيب” الهيئةَ الرسمية المشرفة على تدبير اليانصيب في بلاد الفراعنة، بينما تتكلف بالإشراف على كازينوهات القمار وتنظيمها وزارة السياحة المصرية.

وبعيدا عن الجوانب التنظيمية، تجد المراهنات في جمهورية مصر العربية شعبية منقطعة النظير. فبفضل تألق الأندية والمنتخبات المصرية في رياضات ككرة القدم وكرة اليد على الخصوص، ومع بروز أسماء رياضية مصرية في سماء كرة القدم العالمية كمحمد صلاح مع ليفيربول مثلا، تعزز عشق المصريين وشغفهم بكرة القدم خصوصا، والرياضات الجماعية عموما، ليبلغ درجة لا يمكن تخيلها. وموازاة مع هذا الشغف، اكتسبت المراهنات الرياضية على الخصوص شعبية جارفة عززتها مظاهر الفقر، وصعوبة العيش في ظل عدد من الاضطرابات خاصة بعد الربيع العربي.

ونتيجة لولع المصريين بالرياضات من جهة، وإلمامهم بالشبكة العنكبوتية من جهة أخرى، تلقى المراهنات عبر الإنترنيت في هذا البلد إقبالا واسعا، تعززه المكاسب المالية المحققة من طرف العديدين والتي يتم تداول القصص بشأنها عبر المنتديات وصفحات مواقع التواصل الإجتماعي وإن بهويات مجهولة. ومن أشهر وأفضل مواقع المراهنات على الإنترنيت في مصر، نذكر على سبيل المثال لا الحصر؛ موقع www.1xbet.com العالمي، وموقع www.22bet.com وموقع Betway وغيرها كثير.

ولأسباب لها علاقة بالخصوصية، غالبا ما يلجأ عشاق المراهنات في جمهورية مصر العربية إلى تقنيات إخفاء المواقع عند ممارسة أنشطتهم على الإنترنيت، من خلال الاستعانة بتطبيقات VPN التي تتيح لهم تغيير عنوان الاتصال الخاص بهم وجعلهم يظهرون كما لو أنهم متواجدون في بلد آخر غير مصر. وهناك من يلجأ إلى محلات متخصصة في المراهنات داخل التراب المصري لكنها تعمل بشكل غير قانوني، أي في سرية تامة غالبا، وبتواطؤ مع السلطات المحلية أحيانا.

وعلى غرار معظم الدول العربية والإفريقية، تعد المراهنات متنفسا مهما لملايين المواطنين الحالمين بفرص عيش أفضل في ظل البطالة والفقر وقلة ذات اليد. فقد نجح الكثيرون في كسب ملايين الجنيهات عن طريق المراهنات عبر الإنترنيت، فتغيرت حياتهم للأفضل، وأصبحوا نموذجا يحتذى به ويتمنى الآخرون أن يحظوا بالمثل يوما.